المسيح الدجال هو الحضارة الغربية والماسونية
المقدمة
بسم
الله الرحمن الرحيم
تتبعت
جميع الأحاديث الخاصة بالمسيح الدجال واطلعت على أقوال العلماء فيها من المتقدمين
و المتأخرين، وقتلت الموضوع بحثا على شبكة الإنترنت، واطلعت على الكثير من آراء
المفكرين المعاصرين على المواقع وتصفحت الكتب..
فوجدت أن معظم المسلمين اليوم يعتقدون
أن أشراط الساعة لابد أن تجيء كما تجئ أحداث قصة مأساوية، وأن الحياة ستتعطل كليا ومشاغل
الناس ستتوقف، والسبب في هذا الوهم كثرة الأحاديث الواردة في باب الفتن وأشراط
الساعة، وعدم تفريقهم بين الأحاديث الصحيحة والضعيفة، مما أدى إلى تشعب الآراء،
وحدت بعضهم إلى أن يبنوا عليها أحكام قد تخالف القرآن في كثير من الأحيان، وكانت
النتيجة ظهور طائفة من المسلمين انكرت هذه الأحاديث وردوها جملة وتفصيلا.
وهذا من الضلال أن نرفض هذه الأحاديث لأنها
بلغت من التواتر المعنوي واختلاف الطرق في الرواية والإسناد، بحيث لا تجعل للوضع
إليها من سبيل.
وطائفة أخرى أخذت بحرفية الأحاديث، وقد
قسموا العلامات إلى صغرى و كبرى، واعتبروا علامات الساعة الكبرى لم تأت بعد، وأن
الصغرى مضت كلها أو كادت، وأن الكبرى لم يحن وقتها بعد وهي من علم الغيب، ومازالوا
إلى اليوم ينتظرون الساعة بإمارات وعلامات كالمنصوص عليها حرفيا بحيث لا يختلف
فيها اثنان، وهذا يجعلنا أن نقع في إشكالات كثيرة.
فلابد لنا من العلم أن أحداث الساعة
أخفى من أن يعرفها كل الناس، إلا على فئة قليلة ممن نور الله بصيرتهم، يهمهم أمرها
وهم مشفقون منها.
يقول تعالى: {إِنَّ السَّاعَةَ آتِيَةٌ أَكَادُ أُخْفِيهَا لِتُجْزَى كُلُّ
نَفْسٍ بِمَا تَسْعَى} طـه، وقوله: {لا تَأْتِيكُمْ إِلَّا بَغْتَةً} الأعراف، وقوله: {وَلِلَّهِ غَيْبُ السَّمَاوَاتِ
وَالْأَرْضِ وَمَا أَمْرُ السَّاعَةِ إِلَّا كَلَمْحِ الْبَصَرِ أَوْ هُوَ أَقْرَبُ إِنَّ اللَّهَ
عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ} النحل، وقوله: {بَلْ تَأْتِيهِمْ بَغْتَةً فَتَبْهَتُهُمْ فَلا يَسْتَطِيعُونَ رَدَّهَا وَلا
هُمْ يُنْظَرُونَ} الأنبياء، وقوله: {هَلْ يَنْظُرُونَ إِلَّا السَّاعَةَ أَنْ تَأْتِيَهُمْ
بَغْتَةً وَهُمْ لا يَشْعُرُونَ} الزخرف
قال
رسول الله صلى الله عليه وسلم: " وما من نبي إلا وقد أنذر قومه من الدجال، وأنا آخر الأنبياء
وأنتم آخر الأمم، وهو خارج فيكم لا محالة، فإن يخرج - وأنا
بين أظهركم - فأنا حجيج لكل مسلم
" صحيح
مسلم
فالدجال لم يعد غيبا، وإنما فتنة خرجت وقائمة بيننا تجسدت على شكل حضارة دجالة غيرت ملامح العالم، والمتحكم فيها هم من
يسمون أنفسهم البناؤون الأحرار
كيف
رأى الرسول صلى الله عليه وسلم الدجال؟
الدجال عبارة عن رؤيا، والرؤيا لا تأتي دائما
مطابقة للواقع بحذافيره؛ وإنما تكون مليئة بالرموز والإشارات، وتأويلها يكون عند وقوعها،
فقد جاء في الصحيحين: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " بَيْنَا أَنَا نَائِمٌ أَطُوفُ بِالْكَعْبَةِ، فَإِذَا رَجُلٌ آدَمُ سَبْطُ الشَّعَرِ يَنْطُفُ -
أَوْ يُهَرَاقُ - رَأْسُهُ مَاءً، قُلْتُ: مَنْ هَذَا؟ قَالُوا: ابْنُ مَرْيَمَ. ثُمَّ
ذَهَبْتُ أَلْتَفِتُ، فَإِذَا رَجُلٌ جَسِيمٌ أَحْمَرُ جَعْدُ الرَّأْسِ
أَعْوَرُ الْعَيْنِ، كَأَنَّ عَيْنَهُ عِنَبَةٌ طَافِيَةٌ ، قَالُوا: هَذَا الدَّجَّالُ."
وفي رواية أخرى: " أرانِي اللَّيْلَةَ في المَنامِ
عِنْدَ
الكَعْبَةِ، فإذا رَجُلٌ آدَمُ كَأَحْسَنِ ما تَرَى مِن أُدْمِ الرِّجالِ، تَضْرِبُ
لِمَّتُهُ بيْنَ مَنْكِبَيْهِ، رَجِلُ الشَّعْرِ يَقْطُرُ رَأْسُهُ ماءً، واضِعًا يَدَيْهِ
علَى مَنْكِبَيْ رَجُلَيْنِ، وهو بيْنَهُما يَطُوفُ بالبَيْتِ، فَقُلتُ: مَن هذا؟ فقالوا
المَسِيحُ ابنُ مَرْيَمَ، ورَأَيْتُ وراءَهُ رَجُلًا جَعْدًا قَطَطًا، أعْوَرَ عَيْنِ
اليُمْنَى كَأَشْبَهِ مَن رَأَيْتُ مِنَ النَّاسِ بابْنِ قَطَنٍ، واضِعًا يَدَيْهِ
علَى مَنْكِبَيْ رَجُلَيْنِ يَطُوفُ بالبَيْتِ، فَقُلتُ: مَن هذا؟ قالوا: هذا المَسِيحُ الدَّجَّالُ."
ومثل ما جاء في قصة يوسف عليه السلام، رؤيا الشمس
والقمر والكواكب الأحد عشر وسجودهم له، وعصر الخمر وأكل الخبز المحمول فوق الرأس،
والبقرات السبع السمان والسبع العجاف والسنبلات السبع الخضر والأُخَر اليابسات،
هذه الرؤى هي عبارة عن صور تقريبية وتشبيهية حين نقارنها بالمضمون الحقيقي الذي
تجسَّد بعد ذلك.
{ وَرَفَعَ أَبَوَیۡهِ عَلَى ٱلۡعَرۡشِ
وَخَرُّوا۟ لَهُۥ سُجَّدࣰاۖ وَقَالَ يَا أَبَتِ هَذَا تَأْوِيلُ رُؤْيَايَ مِنْ قَبْلُ{
وعلى ضوء هذا يمكننا أن نفهم الأحاديث الواردة في
شأن المسيح الدجال، وأن حديث تميم الداري عبارة عن رؤيا أيضا وافقت رؤيا
النبي صلى الله عليه وسلم وليس هو حقيقة واقعة، كما سيأتي تفصيل ذلك لاحقا.
المسيح الدجال والحضارة الغربية
لقد وردت احاديث كثيرة تصف لنا الدجال، وتخبر عن أفعاله
وبعض الفتن التي يجئ بها ويظهرها للناس، ومجمل الأخبار الواردة في شأن الدجال تشير
إلى فتنة الحضارة الغربية وأربابها الماسونية، والتقدم
التكنلوجي المذهل التي ستكون في آخر الزمان، حضارة جاوزت المعقول وحطمت الحدود
والقيود، حتى لا يكاد يتصورها عقل ولا تخطر على قلب بشر، وهذا السر في قول النبي
صلى الله عليه وسلم بقراءة فواتح سورة الكهف للعصمة من فتنة الدجال.
أما أن نتصور الدجال ان يكون رجلا، محدد الملامح
وموصوف بشكل تفصيلي، أعور، أجعد، قصير، متباعد
الساقين، اجتمعت
كل صفات القبح فيه، إضافة إلى أفعاله الواضحة، يأمر السماء فتمطر والأرض فتنبت،
ويأمر كنوز الأرض فتتبعه، ويحيي الأموات، وتتغير في عهده طول الأيام، ومكتوب بين
عينيه كافر يقرؤها كل مؤمن حتى غير الكاتب، ومع ذلك تخفى حقيقته على مليار مسلم
لدرجة انهم سيخلطون بينه وبين الله!
وهذا تصور لا يمكن أن يتحقق إلا إذا أصبحت الدنيا
حارة صغيرة يسكنها جماعة من البدو الرحل، وعادت البشرية إلى عهد الطفولة الأولى،
عندما كانت تتقاتل بالرماح والنشاب والسيوف وتسكن الأودية والكهوف، فهل فتنة رجل أعور
ستكون أكثر ضرر من فتنة الحضارة الغربية اليوم؟ ألم تبلغنا دعوة الدجال
جميعا، وهل يخلو اليوم بيتا من وسائل الدجال!
لماذا لم يرد ذكر الدجال صراحة في القرآن الكريم؟
وهذا السؤال يتكرر كثيرا من الذين يشككون في صحة الأحاديث التي
تخص الدجال، لماذا لم يرد ذكر الدجال في القرآن مع أن فتنته عظيمة؟، حيث يقول عنه
النبي صلى الله عليه وسلم: " مَا بَيْنَ خَلْقِ آدَمَ إِلَى قِيَامِ السَّاعَةِ خَلْقٌ أَكْبَرُ مِنَ الدَّجَّالِ " صحيح مسلم
وفي رواية: " يا أَيُّها الناسُ ! إنها لم تكن فتنةٌ
على وجهِ الأرضِ، منذُ ذَرَأَ اللهُ ذُرِّيَّةَ آدمَ أَعْظَمَ من
فتنةِ الدَّجَّالِ!." صحيح
الجامع
وأجاب بعضهم على هذا السؤال بقولهم: " لا يبعد أن تكون الحكمة من ذلك هي أن الدجال أهون من أن يسجل
اسمه في كتابه الكريم، وكلامه القديم، يُتلى على ألسنة الناس في كل زمان ومكان،
وقد درج القرآن في أسلوبه وإخباراته على عدم ذكر الأسماء، اللهم إلا الرسل
والأنبياء، وبعض الطغاة الذين أرسلوا إليهم، أيخص الدجال وحده بالذكر والتعيين "
والحق أن هذا الكلام مردود عليه بأن القرآن الكريم قد ذكر من هم
أقل خطرا من فتنة الدجال، مثل فتنة المال والبنين واليهود والنصارى، إذن فلم يبق
أمامنا تعليل لعدم ذكر الدجال في القرآن إلا أن الدجال لن يأتي بصفته كشخص
بعينه، وإنما يأتي بصفته كحضارة وفكر وكيان، تعيث في الأرض فسادا وشرا، وهذا
ما أشارت بها آيات القرآن الكريم في بعض سور القرآن الكريم مثل سورة الكهف، أما لو
كان شخصا بعينه فإن القرآن الكريم يبينه للناس بصراحة ووضوح كإبليس الرجيم.
المسيح الدجال وفواتح سورة الكهف
{ الْحَمْدُ
لِلَّهِ الَّذِي أَنْزَلَ عَلَى عَبْدِهِ الْكِتَابَ وَلَمْ يَجْعَلْ لَهُ عِوَجَا
(1) قَيِّماً لِيُنْذِرَ بَأْساً شَدِيداً مِنْ لَدُنْهُ وَيُبَشِّرَ الْمُؤْمِنِينَ
الَّذِينَ يَعْمَلُونَ الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ أَجْراً حَسَناً (2) مَاكِثِينَ
فِيهِ أَبَداً (3) وَيُنْذِرَ الَّذِينَ قَالُوا اتَّخَذَ اللَّهُ
وَلَداً (4) مَا
لَهُمْ بِهِ مِنْ عِلْمٍ وَلا لِآبَائِهِمْ كَبُرَتْ كَلِمَةً تَخْرُجُ مِنْ
أَفْوَاهِهِمْ إِنْ يَقُولُونَ إِلَّا كَذِباً (5) فَلَعَلَّكَ بَاخِعٌ نَفْسَكَ
عَلَى آثَارِهِمْ إِنْ لَمْ يُؤْمِنُوا بِهَذَا الْحَدِيثِ أَسَفاً (6) إِنَّا
جَعَلْنَا مَا عَلَى الْأَرْضِ زِينَةً لَهَا لِنَبْلُوَهُمْ
أَيُّهُمْ أَحْسَنُ عَمَلاً (7)
وَإِنَّا لَجَاعِلُونَ مَا عَلَيْهَا صَعِيداً جُرُزاً (8) أَمْ حَسِبْتَ أَنَّ أَصْحَابَ
الْكَهْفِ وَالرَّقِيمِ
كَانُوا مِنْ آيَاتِنَا عَجَباً (9) إِذْ أَوَى
الْفِتْيَةُ إِلَى الْكَهْفِ
فَقَالُوا رَبَّنَا آتِنَا مِنْ لَدُنْكَ رَحْمَةً وَهَيِّئْ لَنَا مِنْ أَمْرِنَا
رَشَدا ً}
روى مسلم من حديث النواس بن سمعان الطويل،
وفيه قوله صلى الله عليه وسلم: " فَمَنْ أَدْرَكَهُ مِنْكُمْ فَلْيَقْرَأْ
عَلَيْهِ فَوَاتِحَ سُورَةِ الْكَهْفِ "، و روى مسلم عن أبي الدرداء رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه
وسلم قال: " مَنْ حَفِظَ عَشْرَ آيَاتٍ مِنْ أَوَّلِ سُورَةِ الْكَهْف
عُصِمَ مِنْ الدَّجَّالِ " أي: من فتنته ، قال مسلم: قال شعبة: " مِنْ آخِرِ
الْكَهْفِ و قَالَ هَمَّامٌ مِنْ أَوَّلِ الْكَهْف "
عليك تدبر آيات السورة وستفهم المقصد والغايات، فإذا جئنا نتدبر
فواتح هذه السورة وجدناها تتحدث عن فتنة اليهود والنصارى في آخر الزمان، أو في كل
زمن من الأزمان، فهم الذين قالوا اتخذ الله ولدا.
وهذا ما ذهب إليه النووي في
شرح صحيح مسلم: " سَبَب ذَلِكَ مَا فِي
أَوَّلهَا مِنْ الْعَجَائِب وَالآيَات، فَمَنْ تَدَبَّرَهَا لَمْ يُفْتَتَن
بِالدَّجَّالِ "
والبناؤون الأحرار (الماسونية) في
عصرنا هم من قام بتأسيس هذا النظام العالمي وشيدوا أركانها، وجلهم من اليهود
والنصارى، وهم أرباب هذه الحضارة والمتحكم فيها، فهم دجال آخر الزمان بلا ريب، وفي
مقابلة فتنة الدجال تتحدث فواتح السورة عن القدوة التي يجب أن يتخذها من يريد
النجاة من فتنة هذا الطوفان الحضاري الجارف، فهم (الفتية
الذين قاوموا هذه الفتنة وعاشوا حياة الطهارة والنقاء)، وفي زمننا
يوجد شباب من المسلمين يعيشون وسط هذه الحضارة وفي خضم هذا الطوفان، ويقيمون في
بلدانهم، ومع ذلك حصنوا أنفسهم من فتنتها ويعيشون في عزلة من النفس لا عزلة المكان،
وكأنهم آووا إلى كهف بعيد لا يروا فيه أحداً ولا أحد يراهم، فقصة أصحاب الكهف قدوة
للمؤمنين في كل زمان ومكان، أولئك المؤمنون الذين يرفضون أن يحنو رؤوسهم لهذه
الحضارة الزائفة
هذه الصورة التي رسمتها فواتح سورة الكهف هي عينها
فتنة المسيح الدجال، وسمي المسيح لأن أصحاب هذه الحضارة يزعمون أنهم أتباع المسيح
عليه السلام وينهجون منهجه، وهم دجالون لا يمتون إلى المسيح ابن مريم عليه السلام بأدنى
صلة، لأنهم مسيح دجل وضلال وليسوا
مسيح هدى ورشاد.
فقد لقبه الرسول صلى الله عليه وسلم في روايات مختلفة: [ مسيح الضلالة - المسيح
الدجال - الأعور الكذاب [
وهم دجالون لأنهم يبتكرون من الأساليب الخداعة والحيل المضللة
التي يتوصلون من خلالها للتغرير بأكبر العقول ثقافة وأوسعها علماً، ولذلك فإن الآيات العشر الأوائل قد ترمز إلى عين الدجال العوراء، في حين
ترمز الآيات العشر الأواخر إلى العين الأخرى، لأن فواتح وخواتيم سورة الكهف تصف
لنا سلاح الدجال
الأولى تتحدث عن الدجل الذي يمارس باسم المسيح عليه
السلام، حيث يزعمون أنه ابن الله، ويزعمون أنهم يؤمنون بالكتاب المقدس، وهم قد
حرفوا فيه وغيروا الكلم عن مواضعه، ليوافق أهواءهم الفاسدة
وخواتيم السورة تشير إلى الثورة المادية الصناعية
التي تكون بين يدي أمة الدجال، حيث يؤتى لهم من كل شيء لكنهم قد حبطت أعمالهم وهم
يحسبون أنهم يحسنون صنعا، بهذه الابتكارات التي يقدمونها للبشرية في حين أنها ترسخ
الزيغ والضلال والانحراف
{ ٱلَّذِینَ
كَانَتۡ أَعۡیُنُهُمۡ فِی غِطَاۤءٍ عَن ذِكۡرِی وَكَانُوا۟ لَا یَسۡتَطِیعُونَ سَمۡعًا } (١٠١)
{ قُلۡ
هَلۡ نُنَبِّئُكُم بِٱلۡأَخۡسَرِینَ أَعۡمَـٰلًا (١٠٣) ٱلَّذِینَ ضَلَّ سَعۡیُهُمۡ
فِی ٱلۡحَیَوٰةِ ٱلدُّنۡیَا
وَهُمۡ یَحۡسَبُونَ أَنَّهُمۡ یُحۡسِنُونَ صُنۡعًا (١٠٤) أُولَئِكَ ٱلَّذِینَ كَفَرُوا۟ بِـَٔایَـٰتِ
رَبِّهِمۡ وَلِقَائِهِ فَحَبِطَتۡ
أَعۡمَـٰلُهُمۡ فَلَا نُقِیمُ لَهُمۡ یَوۡمَ ٱلۡقِیَـٰمَةِ وَزۡنࣰا }
فمن خلال
ما تقدم نخلص إلى أن بدايات السورة وخواتيمها تصف لنا سلاح الدجال، وهو سلاح ديني
ناقص، وسلاح مادي مغري. والله اعلم
أوصاف المسيح الدجال انطبقت على الحضارة الغربية:
قبل الخوض في وصف الدجال لابد من الإشارة إلى أن
هذه الأوصاف قد تبدو متناقضة لا يمكنها أن تجتمع في شخص واحد، وهذا صحيح؛ لأنها تسرد
علينا أوصاف عدة كيانات وأعمال مبعثها مجموعة متجانسة من الأشخاص، أفكارها
وغاياتها واحدة تجسدت على هيئة رجل آدمي قبيح في المنام.
ولذلك فإن النبي صلى الله عليه وسلم يشير إلى صفة
الدجال كما سيأتي:
أعور العين
إِنَّهُ أَعْوَرُ، وَإِنَّ اللَّهَ لَيْسَ بِأَعْوَرَ / البخاري
مَمْسُوحُ الْعَيْنِ / مسلم
أَعْوَرُ عَيْنِ الْيُمْنَى، كَأَنَّهَا عِنَبَةٌ طَافِيَةٌ / البخاري
أَعْوَرُ الْعَيْنِ الْيُسْرَى / مسلم
أَعْوَرُ، مَطْمُوسُ الْعَيْنِ لَيْسَ بِنَاتِئَةٍ وَلَا جَحْرَاءَ / سنن ابي داوود
والعور بمعنى العيب في الشيء، والأعور
من كل شيء المعيب، وعلى هذا تكون حضارة الدجال حضارة عوراء أي ناقصة غير تامة،
لأنها مالت إلى جانب واحد هو جانب المادة وأغفلت جانب الدين، والحضارة التي تقوم
على جانب واحد دون الآخر لا خير فيها ولا يكتب لها الدوام والبقاء.
أعور العين لا يمكنه الرؤيا الصحيحة وإن
أراد ذلك، لأن بعض المخدوعين بهذه الحضارة ينتظرون من الغرب الإنصاف لقضاياهم
وحلول مشاكلهم، وهذا لن يكون أبدا لأنها في الأصل حضارة عوراء، لا يمكنها النظرة
الموضوعية المجردة من الهوى والدجل، حتى ولو أرادت ذلك؛ لأن العيب أصل فيها وليس
طارئ عليها، والتي لا زال العرب مخدوعين بها
ولا ننسى أيضا أن شعار (العين الواحدة) هي من أهم رموز المحافل
الماسونية، فأصبحنا نراها بكثرة في الأفلام والمسلسلات والكليبات الموسيقية والألعاب
والأجهزة، بل حتى في بعض أبنية الكنائس داخلها وخارجها، فأصبحت كالبصمة او التوقيع
على ما ينتجونه.
انظروا مثلا للعين الواحدة على الدولار الأمريكي العملة المهيمنة على
العالم، عين واحدة حولها نور مشع كأنها كوكب دري في ورقة خضراء وهي كعنبة طافئة فوق
الهرم.
إِحْدَى عَيْنَيْهِ قَائِمَةٌ كَأَنَّهَا كَوْكَبٌ دُرِّيٌّ / رواه أحمد
إِحْدَى عَيْنَيْهِ كَأَنَّهَا زُجَاجَةٌ خَضْرَاءُ / رواه أحمد
فسبحان الله أصبحت علامة بارزة ومميزة للدجال الذي حذرنا منه رسول الله
صلى الله عليه وسلم، فهي تلخص حقيقة هذه الحضارة ومن يقف خلفها، ورغم ذلك لا زال الناس
ينتظرون خروجه وهو أمامهم
مكتوب بين عينيه كافر
وَإِنَّ
بَيْنَ عَيْنَيْهِ مَكْتُوبٌ كَافِرٌ / البخاري
مَكْتُوبٌ
بَيْنَ عَيْنَيْهِ ك ف ر. أَيْ كَافِرٌ / مسلم
مَكْتُوبٌ
بَيْنَ عَيْنَيْهِ كَافِرٌ ". ثُمَّ تَهَجَّاهَا: " ك ف ر، يَقْرَؤُهُ كُلُّ مُسْلِمٍ / مسلم
مَكْتُوبٌ
بَيْنَ عَيْنَيْهِ كَافِرٌ، يَقْرَؤُهُ
كُلُّ مُؤْمِنٍ كَاتِبٍ وَغَيْرِ كَاتِبٍ / مسلم
في هذا الأحاديث
إشارة إلى أن هذه الحضارة لن تخدع المؤمنين؛ لأن سمتها
البارزة وصفتها الغالبة هي الإلحاد والمادية، بحيث
للوهلة الأولى يدركها المؤمن فينفر منها قلبه وتستوحش منها نفسه، ولا يمكنه أن
يتصالح معها بحال، ويتساوى في هذا المؤمن المثقف والمؤمن العامي البسيط.
وعلى هذا فإن معنى القراءة في الحديث معناها؛ (الإدراك)، وكثيرا
ما نسمع في الأحاديث السياسية والمحاورات الصحفية شيئا قريبا من هذا عند سؤال احد
الصحفيين لمسئول لإبداء رأيه في حدث ما بقوله: (كيف تقرأ هذه الأحداث؟)، أي
كيف ترى هذه الأحداث من وجهة نظرك!
خوارق الدجال وأفعاله مع المؤمنين
سرعة انتقاله في الأرض: جاء في
صحيح مسلم: " قُلْنَا: يَا رَسُولَ
اللَّهِ، وَمَا إِسْرَاعُهُ فِي الْأَرْضِ ؟ قَالَ: " كَالْغَيْثِ
اسْتَدْبَرَتْهُ الرِّيحُ
"
وهذا بأسباب المخترعات
الحديثة بلا شك من المراكب البرية والهوائية السريعة.
يأمر السماء فتمطر والأرض فتنبت: جاء في
صحيح مسلم: "..فَيَأْتِي
عَلَى الْقَوْمِ فَيَدْعُوهُمْ، فَيُؤْمِنُونَ بِهِ وَيَسْتَجِيبُونَ لَهُ، فَيَأْمُرُ
السَّمَاءَ فَتُمْطِرُ، وَالْأَرْضَ
فَتُنْبِتُ، فَتَرُوحُ عَلَيْهِمْ سَارِحَتُهُمْ أَطْوَلَ
مَا كَانَتْ ذُرًى، وَأَسْبَغَهُ ضُرُوعًا، وَأَمَدَّهُ خَوَاصِرَ.."
وهذا يشير إلى تقدم أمة الدجال في ميادين الزراعة
حيث ينقلون المياه عبر الأنابيب التي ترش الماء من علو من الرشاشات المرتفعة
الدوارة، والطائرات التي ترش من الأعلى، " والسَّمَاء في اللسان العربي كل ما
علاك فأظلك ومنه قيل لسقف البيت سماء، والسماء المطر، والسًّمُوُّ الارتفاع
والعلو، ومنه سَمَوْتُ و سَمَيْتُ.." (مختار الصحاح)، وهذه الطريقة في السقي
تتم حسب أمر المزارع ومشيئته وهو الذي يتحكم فيها ويأمرها من خلال التكنولوجيا
الحديثة. هل هذه صدفة؟
يعاقب ويحاصر الذين لا يستجيبون
له: "
ثُمَّ يَأْتِي الْقَوْمَ فَيَدْعُوهُمْ، فَيَرُدُّونَ
عَلَيْهِ قَوْلَهُ، فَيَنْصَرِفُ
عَنْهُمْ، فَيُصْبِحُونَ مُمْحِلِينَ، لَيْسَ بِأَيْدِيهِمْ شَيْءٌ مِنْ أَمْوَالِهِمْ "
وهذا هو المشاهد من أمة الدجال اليوم، حيث يضربون
الحصار الاقتصادي كعقوبة على كل من لا يسير في ركابهم ويرفض هيمنتهم، فتصبح هذه البلاد
والشعوب الرافضة للهيمنة في شدة وضنك وجوع، وأمريكا اليوم تلعب دور المسيح الدجال
بامتياز فهي شرطة العالم تعاقب وتحاصر من تشاء. صدفة أيضا؟
معه جبال من خبز ولحم: جاء في
صحيح البخاري: حَدَّثَنِي قَيْسٌ ، قَالَ: قَالَ لِيَ الْمُغِيرَةُ
بْنُ شُعْبَةَ: "
مَا سَأَلَ أَحَدٌ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنِ الدَّجَّالِ
مَا سَأَلْتُهُ، وَإِنَّهُ قَالَ لِي: " مَا يَضُرُّكَ مِنْهُ؟ ". قُلْتُ:
لِأَنَّهُمْ يَقُولُونَ: إِنَّ مَعَهُ جَبَلَ خُبْزٍ وَنَهَرَ مَاءٍ. قَالَ:
" هُوَ أَهْوَنُ عَلَى اللَّهِ مِنْ ذَلِكَ "
وهذا ما نشاهده من معونات الغرب اليوم وفي البعثات
التبشيرية التي ترسل الشاحنات والقاطرات المليئة بأكياس الدقيق ومعلبات اللحوم
التي لو وضعت فوق بعضها لكانت أعظم من الجبال.
أما قوله صلى الله عليه وسلم (هو أهون على الله من ذلك) أي من أن يكون لهذه المذكورات حقائق صحيحة تدل على صدقه؛ وإنما
معه صناعات مادية بشرية ومخترعات موجودة مشتركة. (ولكن فتنته على العرب والمسلمين عظيمة، وتفوقهم عليهم
بالمخترعات أمر معلوم، والواقع الآن يشهد بما ذكرنا( ابن السعدي رحمه
الله
إخراج الكنوز: جاء في
صحيح مسلم: "..وَيَمُرُّ
بِالْخَرِبَةِ، فَيَقُولُ لَهَا: أَخْرِجِي كُنُوزَكِ. فَتَتْبَعُهُ كُنُوزُهَا كَيَعَاسِيبِ النَّحْلِ.."
وفي هذا إشارة إلى استخراج البترول والذهب والمعادن
من باطن الصحراء بالوسائل الحديثة، ثم تشحن هذه الكنوز كيعاسيب النحل. هل هذه
صدفة؟
ينشر الرجل نصفين ثم يعيده: جاء في
صحيح الإمام مسلم: "..ثُمَّ
يَدْعُو رَجُلًا مُمْتَلِئًا شَبَابًا، فَيَضْرِبُهُ بِالسَّيْفِ، فَيَقْطَعُهُ جَزْلَتَيْنِ، رَمْيَةَ الْغَرَضِ، ثُمَّ يَدْعُوهُ،
فَيُقْبِلُ، وَيَتَهَلَّلُ وَجْهُهُ يَضْحَكُ."
لن يستطيع الدجال ان يحيي ذبابة بعد موتها، بل هي إشارة
إلى تقدم أمة الدجال في علوم الطب تقدما مذهلا لا يكاد يتصوره عقل؛ حيث نشاهد
عمليات القلب المفتوح التي ينتزع الأطباء فيها قلب المريض من جسده ويقومون
باستبداله أو إصلاحه، ثم يعيدوه إلى حيث كان، وهو كالميت تماما، كما تتم في هذه الجراحة نشر جمجمة المرضى نصفين، ثم
يعيدوها مرة أخرى، بعد أن يزيلوا ما أصابها من اورام او غيرها، وهذا ما يجعل المريض
بعد أن يستفيق من التخدير أن يتهلل وجهه فرحا، وان تمتلئ نفسه حبورا وبشرا. هل هذه صدفة؟
يفتن الناس بالشبهات: جاء في
الحديث: "
من سمع بالدجال فلينأ عنه، فوالله إن الرجل ليأتيه وهو يحسب أنه
مؤمن فيتبعه مما يبعث به من الشبهات، أو لما يبعث به من الشبهات " أخرجه أبو
داود واللفظ له، وأحمد
فكم شخص ذهب الى أمريكا او أوروبا اليوم وهو يحسب أنه
مؤمن لا يُفتَن؟، وكم من شخص ظل يتصفح مواقعهم او يشاهد برامجهم من خلال الشاشة فلم
يدري إلا وقد صار بعد فترة مفتوناً بسبب ما تعرض له من شبهات وأفكار الحادية!، وكم
من شخص انتكست فطرته وأصبح شاذا؟ وكم من مؤمن كفر بالله وأصبح ملحدا؟، وكم من مؤمنة
فتنت من دعاة الانحلال والتحرر؟ وكم وكم..
ولهذا قال صلى الله عليه وسلم « إن يخرج وأنا فيكم فأنا حجيجه دونكم وإن يخرج
ولست فيكم فكل امرئ حجيج نفسه والله خليفتي على كل مسلم » صحيح مسلم
واليوم لن يقف ولن يحول بينك وبين فتنته أحد فكل مؤمن
عليه ان يدفع شره نفسه بنفسه.
والآن هل يمكن أن يكون كل هذا التطابق العجيب مصادفة؟
وهل هناك مصادفة بهذا الحجم؟
حقيقة جنة ونار الدجال
عَنْ حُذَيْفَةَ ،
عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ فِي الدَّجَّالِ: "
إِنَّ مَعَهُ مَاءً وَنَارًا، فَنَارُهُ مَاءٌ
بَارِدٌ، وَمَاؤُهُ نَارٌ ". قَالَ أَبُو مَسْعُودٍ: أَنَا سَمِعْتُهُ
مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. البخاري
عَنْ حُذَيْفَةَ ، قَالَ: قَالَ
رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَأَنَا أَعْلَمُ
بِمَا مَعَ الدَّجَّالِ مِنْهُ، مَعَهُ نَهْرَانِ يَجْرِيَانِ؛ أَحَدُهُمَا رَأْيَ الْعَيْنِ مَاءٌ أَبْيَضُ، وَالْآخَرُ رَأْيَ الْعَيْنِ نَارٌ تَأَجَّجُ،
فَإِمَّا أَدْرَكَنَّ أَحَدٌ فَلْيَأْتِ النَّهْرَ الَّذِي يَرَاهُ نَارًا، وَلْيُغَمِّضْ،
ثُمَّ لْيُطَأْطِئْ رَأْسَهُ، فَيَشْرَبَ مِنْهُ، فَإِنَّهُ مَاءٌ بَارِدٌ " مسلم
عَنْ أَبِي سَلَمَةَ ، قَالَ:
سَمِعْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ ، قَالَ : قَالَ
رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " أَلَا أُخْبِرُكُمْ
عَنِ الدَّجَّالِ حَدِيثًا مَا حَدَّثَهُ نَبِيٌّ قَوْمَهُ ؛ إِنَّهُ أَعْوَرُ،
وَإِنَّهُ يَجِيءُ مَعَهُ مِثْلُ الْجَنَّةِ
وَالنَّارِ، فَالَّتِي يَقُولُ : إِنَّهَا الْجَنَّةُ، هِيَ النَّارُ، وَإِنِّي
أَنْذَرْتُكُمْ بِهِ كَمَا أَنْذَرَ بِهِ نُوحٌ قَوْمَهُ ". مسلم
وفي رواية: " وإنه
يجيء بمثال الجنة والنار، فالتي يقول: إنها الجنة: هي النار. وإني أنذركم به كما
أنذر به نوح قومه " متفق
عليه
ألا
يدل هذا التعدد في الوصف على أن في الأمر تشبيه؟، وكلمة [مثال
– مثل] الجنة والنار، ألا تدل مباشرة على التشبيه؟!،
فالمعنى أن جنته كناية عن النعمة والنار كناية عن المحنة
والنقمة، فمن أطاعه أنعم عليه بجنته فيؤول إلى دخول نار
الآخرة والعكس
هل سيمكث الدجال أربعين يوما فقط؟
جاء في صحيح مسلم: " قُلْنَا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، وَمَا لَبْثُهُ فِي
الْأَرْضِ ؟ قَالَ:
" أَرْبَعُونَ
يَوْمًا، يَوْمٌ كَسَنَةٍ،
وَيَوْمٌ كَشَهْرٍ، وَيَوْمٌ كَجُمُعَةٍ، وَسَائِرُ أَيَّامِهِ كَأَيَّامِكُمْ ". قُلْنَا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، فَذَلِكَ
الْيَوْمُ الَّذِي كَسَنَةٍ، أَتَكْفِينَا فِيهِ صَلَاةُ يَوْمٍ؟ قَالَ: " لَا، اقْدُرُوا
لَهُ قَدْرَهُ "
وهنا لابد ان نطرح عدة تساؤلات منطقية: ماذا سيحدث لنصف
الأرض الذي سيستمر فيه النهار عاماً كاملاً، وماذا سيحدث لسكان النصف الآخر الذي سيستمر
فيه الليل عاماً كاملاً؟! ماذا تقول الحقائق العلمية في ذلك؟
وماذا لو استمرت شمس الصيف اللاهبة في الجزيرة العربية
لمدة أسبوع واحد فقط خصوصاً وأن التفسير القاموسي للنبوءة يفترض اندثار التطورات بما
فيها أجهزة التكييف والتبريد!
وماذا سيحل بالنباتات والمياه والحيوانات والناس تحت
الشمس دون كهرباء أو وسائل نقل حديثة لمدة عام؟، هـل هذه مؤشرات فتنة قوامها الشبهات
والشهوات أم مؤشرات كارثة عالمية لن تبقي ولن تذر!، فلنفترض أن الكارثة قد حلت وذهب معظم
البشر ولم يبق سوى عدد محدود تكفي أساليب الحياة القديمة لبقائه على قيد الحياة،
ثم ظهر حينئذ الدجال وأيضاً لم يعرفه الناس ولم يكتشفوه..
حينها أيهما ستكون أعظم فتنة؟:
ذلك
الظهور للدجال بعد الكارثة وبين عدد محدود من البشر في ظل وسائل الحياة القديمة، أم
الحياة المليئة بالعجائب التي كانت موجودة قبل حدوث الكارثة وقبل اندثار التطورات
الأساسية الحديثة!
وهذا
أمر ليس مستحيلاً، ولكنه إن تغير على النحو الفجائي والتفصيلي الذي يدل عليه التفسير
الحرفي فستحدث كارثة بشرية هائلة في أول يوم، فلا مجال لنا الا التأويل، لكي يتضح
المعنى علينا ان نرجع إلى باقي الأحاديث
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَا تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى يَتَقَارَبَ
الزَّمَانُ فَتَكُونَ السَّنَةُ
كَالشَّهْرِ، وَيَكُونَ الشَّهْرُ كَالْجُمُعَةِ، وَتَكُونَ الْجُمُعَةُ كَالْيَوْمِ،
وَيَكُونَ الْيَوْمُ كَالسَّاعَةِ، وَتَكُونَ السَّاعَةُ كَاحْتِرَاقِ
السَّعَفَةِ " مسند أحمد
وهو صحيح على شرط مسلم
عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ
اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَا تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى يَتَقَارَبَ
الزَّمَانُ، فَتَكُونُ السَّنَةُ
كَالشَّهْرِ، وَالشَّهْرُ كَالْجُمُعَةِ، وَتَكُونُ الْجُمُعَةُ كَالْيَوْمِ،
وَيَكُونُ الْيَوْمُ كَالسَّاعَةِ، وَتَكُونُ
السَّاعَةُ كَالضَّرَمَةِ بِالنَّارِ ". الترمذي
وفي رواية أخرى عند ابن ماجة " وَإِنَّ أَيَّامَهُ أَرْبَعُونَ سَنَةً، السَّنَةُ
كَنِصْفِ السَّنَةِ، وَالسَّنَةُ كَالشَّهْرِ، وَالشَّهْرُ كَالْجُمُعَةِ، وَآخِرُ أَيَّامِهِ
كَالشَّرَرَةِ، يُصْبِحُ أَحَدُكُمْ
عَلَى بَابِ الْمَدِينَةِ، فَلَا يَبْلُغُ بَابَهَا الْآخَرَ حَتَّى يُمْسِيَ ". فَقِيلَ لَهُ : يَا رَسُولَ اللَّهِ،
كَيْفَ نُصَلِّي فِي تِلْكَ الْأَيَّامِ الْقِصَارِ؟ قَالَ: " تَقْدُرُونَ فِيهَا
الصَّلَاةَ كَمَا تَقْدُرُونَهَا فِي هَذِهِ الْأَيَّامِ الطِّوَالِ، ثُمَّ صَلُّوا
" في اسناده ضعف
وفي رواية " فَلَهُ أَرْبَعُونَ لَيْلَةً يَسِيحُهَا
فِي الْأَرْضِ، الْيَوْمُ مِنْهَا كَالسَّنَةِ، وَالْيَوْمُ مِنْهَا كَالشَّهْرِ، وَالْيَوْمُ
مِنْهَا كَالْجُمُعَةِ، ثُمَّ سَائِرُ أَيَّامِهِ كَأَيَّامِكُمْ هَذِهِ، وَلَهُ حِمَارٌ يَرْكَبُهُ
عَرْضُ مَا بَيْنَ أُذُنَيْهِ أَرْبَعُونَ ذِرَاعًا.." رواه أحمد، وفيه ضعف
المعنى الأقرب للصحة: أن الروايات
تشير إلى سرعته في التنقل والسفر والطيران حيث يجوب الأرض كلها شرقها وغربها في أربعين
يوما أو أقل، وهذا نتاج الحضارة الغربية التي استحدثت من وسائل الموصلات ما يمكنها
فعل ذلك، فمثلا هذا اليوم الذي كالسنة أصبح كالشهر في بادئ الأمر، ثم مع تطور
المواصلات أصبح الشهر كالأسبوع ثم أصبح الاسبوع كاليوم حتى وصلت المدة كالساعة وهكذا حال تقارب الزمن سفرا واتصالا
وهناك
احتمال لمعنى آخر وهو احتمال ضعيف، انها مدد معينة لثلاثة عصور أو مراحل، قد افرد
له موضوعا مستقلا في المدونة.
تميم الداري والجساسة والمسيح الدجال:
في حديث فاطمة بنت قيس أن الرسول صلى الله عليه وسلم جمع الناس فقال: " ليلزم كل إنسان
مصلاه ". ثم قال: " أتدرون لم جمعتكم ؟ " قالوا: الله ورسوله أعلم.
قال: " إني والله ما جمعتكم لرغبة ولا لرهبة، ولكن جمعتكم لأن تميما الداري كان
رجلا نصرانيا فجاء، فبايع، وأسلم، وحدثني حديثا وافق الذي كنت أحدثكم عن مسيح الدجال؛
حدثني أنه ركب في سفينة بحرية مع ثلاثين رجلا من لخم وجذام، فلعب بهم الموج شهرا في
البحر، ثم أرفئوا إلى جزيرة في البحر حتى مغرب الشمس، فجلسوا في أقرب السفينة ،
فدخلوا الجزيرة، فلقيتهم دابة أهلب كثير الشعر، لا يدرون ما قبله من دبره
من كثرة الشعر، فقالوا: ويلك، ما أنت ؟ فقالت: أنا الجساسة . قالوا: وما
الجساسة ؟ قالت: أيها القوم، انطلقوا إلى هذا الرجل في الدير، فإنه إلى خبركم بالأشواق.
قال: لما سمت لنا رجلا فرقنا منها؛ أن تكون شيطانة. قال: فانطلقنا سراعا حتى دخلنا
الدير، فإذا فيه أعظم إنسان رأيناه قط خلقا، وأشده وثاقا، مجموعة يداه إلى عنقه ما
بين ركبتيه إلى كعبيه بالحديد. قلنا: ويلك، ما أنت ؟ قال: قد قدرتم على خبري، فأخبروني
ما أنتم ؟ قالوا: نحن أناس من العرب ركبنا في سفينة بحرية، فصادفنا البحر حين اغتلم،
فلعب بنا الموج شهرا، ثم أرفأنا إلى جزيرتك هذه، فجلسنا في أقربها، فدخلنا الجزيرة،
فلقيتنا دابة أهلب، كثير الشعر، لا يدرى ما قبله من دبره من كثرة الشعر، فقلنا: ويلك،
ما أنت. فقالت: أنا الجساسة. قلنا: وما الجساسة ؟ قالت: اعمدوا إلى هذا الرجل في الدير؛
فإنه إلى خبركم بالأشواق. فأقبلنا إليك سراعا وفزعنا منها، ولم نأمن أن تكون شيطانة.
فقال: أخبروني عن نخل بيسان. قلنا: عن أي شأنها تستخبر؟ قال: أسألكم عن نخلها، هل يثمر
؟ قلنا له: نعم. قال: أما إنه يوشك أن لا تثمر. قال: أخبروني عن بحيرة الطبرية. قلنا:
عن أي شأنها تستخبر ؟ قال: هل فيها ماء ؟ قالوا: هي كثيرة الماء. قال: أما إن ماءها
يوشك أن يذهب. قال: أخبروني عن عين زغر. قالوا: عن أي شأنها تستخبر؟ قال: هل في العين
ماء ؟ وهل يزرع أهلها بماء العين ؟ قلنا له: نعم، هي كثيرة الماء، وأهلها يزرعون من
مائها. قال: أخبروني عن نبي الأميين ما فعل ؟ قالوا: قد خرج من مكة ونزل يثرب. قال:
أقاتله العرب ؟ قلنا: نعم. قال: كيف صنع بهم ؟ فأخبرناه أنه قد ظهر على من
يليه من العرب وأطاعوه. قال لهم : قد كان ذلك ؟ قلنا: نعم. قال: أما إن ذاك خير لهم
أن يطيعوه، وإني مخبركم عني؛ إني أنا المسيح، وإني أوشك أن يؤذن لي في الخروج، فأخرج،
فأسير في الأرض، فلا أدع قرية إلا هبطتها في أربعين ليلة، غير مكة وطيبة، فهما محرمتان
علي كلتاهما، كلما أردت أن أدخل واحدة - أو واحدا منهما - استقبلني ملك بيده السيف صلتا يصدني
عنها، وإن على كل نقب منها ملائكة يحرسونها ". قالت: قال رسول الله
صلى الله عليه وسلم، وطعن بمخصرته في المنبر: " هذه طيبة، هذه طيبة، هذه طيبة
- يعني المدينة - ألا هل كنت حدثتكم ذلك ؟ - فقال الناس: نعم - فإنه أعجبني حديث تميم
أنه وافق الذي كنت أحدثكم عنه، وعن المدينة ومكة، ألا إنه في بحر الشأم، أو بحر اليمن.
لا، بل من قبل المشرق ما هو، من قبل المشرق ما هو، من قبل المشرق ما هو ". وأومأ
بيده إلى المشرق. قالت: فحفظت هذا من رسول الله صلى الله عليه وسلم."
ملاحظة حول سند هذا الحديث:
فاطمة بنت قيس صحابية روت عن النبي صلى الله عليه وسلم أمرا يخصها
ووهمت فيه، وذلك أنها قالت: "طلقني زوجي
ثلاثا، فلم يجعل لي رسول الله صلى الله عليه وسلم سكنى ولا نفقة". [صحيح مسلم: 3709،
وانظر روايات الحديث عنده في 3698 ـ 3709].
وقد أنكر عليها روايتها هذه من الصحابة عائشة وعمر رضي الله عنهما،
فيبدو أنها لم تكن من أهل الضبط.
فلذلك قد يكون سياق
الكلام عن رؤيا لتميم الداري، ولكن بسبب أنها كانت جالسة في آخر الصفوف اختلط
عليها الأمر، وهذا مجرد احتمال لا أجزم به والله اعلم
ملاحظات حول متن الحديث:
١- قول تميم الداري أنه قد ركب السفينة مع ثلاثين
رجلا من لخم وجذام، ومع ذلك لم يرد في كتب السيرة أن أحدا من هؤلاء الرجال قد ذكر
شيئا عن هذه القصة أو أشار إليها من قريب أو بعيد!.
٢- كيف يعقل أن المسيح الدجال ينصح الناس أن يطيعوا
رسول الله صلى الله عليه وسلم، وما الذي يحمله على الاعتراف أمام تميم الداري وأصحابه
أنه المسيح وفي لفظ برواية اخرى أنه الدجال؟
٣- لو حدثت هذه القصة التي تشبه قصص ألف ليلة
وليلة، مع ثلاثين رجلا، ألم يكن من الطبيعي أن يأتوا كلهم مبهورين هم وأزواجهم
وأولادهم وأقوامهم إلى الرسول صلى الله عليه وسلم، ليعلنوا إسلامهم أمام الرسول
صلى الله عليه وسلم!، وتبقى هذه القصة بعد ذلك حديث العرب على مر التاريخ
ومع هذا لم تذكر كتب السنة أن واحدا منهم قد جاء
إلى النبي صلى الله عليه وسلم، كما لم تذكر كتب السنة حتى ولو مجرد اسم واحد من
أسماء هؤلاء الرجال الثلاثين، فلماذا لم يجئ غير تميم الداري؟
٤- رأينا من الحوار الذي دار بين تميم الداري
وبين الدجال؛ أنه يسأل تميم الداري عن أشياء يصعب معرفتها في ذلك الزمان على
العربي الذي لا يملك وسائل التنقل والترحال التي تمكنه من هذه المعرفة؛ ومع ذلك فإن
تميم الداري يجيب على كل الأسئلة بطلاقة كصحفي ضليع، كأنه أعد نفسه مسبقا لكل هذه
الأسئلة
٥- إذ كان تميم الداري قد أخبر الرسول صلى
الله عليه وسلم بمكان الدجال وهيئته وصفته فلماذا يذهب الرسول بعد ذلك إلى ابن
صياد الغلام ليتأكد هل هو المسيح الدجال أم لا؟، ثم لماذا كان عمر ابن الخطاب رضي
الله عنه وبعض الصحابة يشكون أن ابن صياد هو الدجال، وبل كان عمر رضي الله عنه
يقسم أمام الرسول صلى الله عليه وسلم أن ابن صياد هو المسيح الدجال، وإذا قيل ان هذا كان قبل حديث تميم
فكلامه مردود، لأن المسلمين كانوا يشكون فيه حتى بعد وفاة الرسول صلى الله عليه
وسلم عندما كبر وهذا ثابت.
٦- هل يعقل أن يبقى ثلاثون رجلا شهرا كاملا
على ظهر سفينة بلا طعام ولا شراب!، وهل الأعور الدجال رجل مضياف يتركهم يذهبون
بأمان الله بكل هذه البساطة، ثم نلاحظ من خلال هذه المحادثة الودية التي دارت بين
تميم الداري وبين المسيح الدجال، أن الدجال صادق الحديث ويعلم الغيب لأنه يخبر عن أحداث ستقع
في المستقبل!
يقول الله: { قُلْ لَا
يَعْلَمُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ الْغَيْبَ إِلَّا اللَّهُ وَمَا يَشْعُرُونَ أَيَّانَ يُبْعَثُونَ } وقال: { عَالِمُ
الْغَيْبِ فَلَا يُظْهِرُ عَلَى غَيْبِهِ أَحَدًا {} إِلَّا
مَنِ ارْتَضَى مِنْ رَسُولٍ فَإِنَّهُ يَسْلُكُ
مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ رَصَدًا{ ،
فهل اصبح الدجال رسول يوحى إليه بالغيب؟!
٨- اذا كان الدجال ولد قبل رسول الله
صلى الله عليه وسلم ربما بقرون، وكان هو المذكور في حديث الجساسة، ولا يزال حيا إلى
الآن حتى يكون شرطا من أشراط الساعة، فهذا يخالف صريح القرآن والسنة، يقول الله سبحانه وتعالى: { وَمَا
جَعَلْنَا لِبَشَرٍ مِنْ قَبْلِكَ الْخُلْدَ أَفَإِنْ مِتَّ فَهُمُ الْخَالِدُونَ } (الأنبياء:
34)
وعن عبد الله بن عمر قال: " صلى بنا النبي صلى الله عليه وسلم
العشاء في آخر حياته، فلما سلم قام فقال: أرأيتكم ليلتكم هذه، فإن رأس
مائة سنة منها لا يبقى ممن هو على ظهر الأرض أحد " (متفق عليه)
وعن جابر بن عبد الله قال:
" سمعت النبي صلى الله
عليه وسلم يقول قبل أن يموت بشهر: تسألوني عن الساعة، وإنما علمها عند الله، وأقسم
بالله ما على الأرض من نفس منفوسة تأتي عليها مائة سنة "، فكيف يبقى الدجال
حيا طوال هذه القرون!؟ أوليس نفسا منفوسة؟ أولم تنته المائة سنة بعد؟
٨- أين توجد تلك الجزيرة والتي لم يستطع
أحد اكتشافها إلى اليوم؟ هل سنظل ندس رؤوسنا في التراب ونقول انها من علم الغيب؟!
الخلاصة من الحديث
أنها كانت رؤيا صادقة لتميم صورت حالة الأمة المسيحية قبل الثورة الصناعية
والعلمية، إذ كانت الكنيسة تقيد الفكر أحكم تقييد، ولم يكن بوسعهم حتى مجرد التفكير
بطريقة غير طريقة الكنيسة، وما إن تحررت العقول من قيود الدين الكنسي مثل ما حصل
في الثورة الفرنسية المدعومة من الماسونية، حتى خرج هذا المارد ليعيث في الأرض فسادا.
أما عن الجزيرة ما هي إلا (مملكة بريطانيا)،
التي استعمرت العالم، والتي كانت تسمى (الإمبراطورية التي
لا تغيب عنها الشمس)، حيث يوجد فيها
المقر الأعظم للماسونية الذي تم تأسيسه عام ١٧١٧ ميلادي، وجميع فروع المحافل الماسونية
في العالم تعمل تحت إشرافها إلى اليوم، فتحررت من قيود الكنيسة وسلطتها، وانطلقت الثورة
الصناعية منها، وأمريكا هي امتداد لبريطانيا.
أما (الجسّاسة)، فلو تمعّنّا في اسمها
لتبيّن أنه من قبيل التجسس وهو السمة البارزة لدى الدول الغربية الماسونية، كما جاء
في شرح محمد فؤاد عبدالباقي لصحيح مسلم: (سميت بذلك
لتجسسها الأخبار للدجال)
ومن فينا لا يعرف الجاسوس البريطاني (لورانس العرب)، الضابط القادم من بريطانيا، الذي
لبس الشماغ والعقال ودخل وسط الثوار العرب وقادهم ضد العثمانيين، وبعد ان أكمل مهمته
عاد الى بريطانيا سالما غانما، فهذا خير مثال لجساسة الدجال في الجزيرة، إضافة إلى
ادوات التجسس التي تملكها دول الغرب حديثا التي تجس الأخبار. هل يعقل أن يكون كل
هذا التطابق مجرد صدف تاريخية!!
اماكن خروج الدجال ) بريطانيا –
إسرائيل )
قد يتوهم أحدهم بأن هناك تناقض في اماكن خروج
الدجال، هل سيخرج من جزر البحر ام من اصفهان ام من خراسان أم من خلة بين الشام
والعراق، قال صلى الله عليه وسلم: "..إِنَّهُ خَارِجٌ خَلَّةً بَيْنَ الشَّأْمِ وَالْعِرَاقِ، فَعَاثَ يَمِينًا
وَعَاثَ شِمَالًا، يَا عِبَادَ اللَّهِ، فَاثْبُتُوا.."
مسلم، وفي حديث آخر " يتبع الدجال من يهود أصبهان سبعون ألفاً " صحيح
مسلم
في الحقيقة ليس هناك تناقض لو فهمنا إن الصورة الجغرافية
المثلثة لفلسطين والفاصلة بين قارتين هي أشبه بالفتحة أو المنفذ، ولكن ليس بين العراق
والشام تحديدا، بل عند أقرب نقطة إلى المكان التشبيهي والتقريبي الذي تم تحديده، ويزول
هذا التعارض بينه وبين حديث خروجه من اصفهان، اذا علمنا أن 90% من يهود أصفهان هاجروا
الى إسرائيل، فركبت هذه الدولة التي صنعتها بريطانيا موجة هذا الاستعمار، بل هي أعلى
مراحل الاستعمار في العالم الإسلامي
فهؤلاء البريطانيين الماسون هم الذين مهدوا لهم الملك، وتداعوا من كل
قطرٍ إلى بلاد العرب من فلسطين كما تقدم في الحديث الصحيح أن الدجال يتبعه من يهود
أصبهان سبعون ألفاً، وهذا معناه أنهم يستدعون إلى فلسطين من أقطار الأرض بسبب دعوة
الدجال لهم، فصدق رسول الله عليه الصلاة والسلام وتحقق الوعد.
قال النبي صلى الله عليه وسلم في شأن الدجال: (فعاث
يمينا وشمالا يا عباد الله اثبتوا) أي أنها ما تدخل بلد إلا أفسدته، فأنظر مثلا إلى أفغانستان
كيف حدث به بعد أن حرضت أمريكا عليه فدمرت نظامه واستقراره وأغرت بين أهله العداوة
والبغضاء فأصبحوا شيعا وأحزابا متناحرين يقتلون الأبناء ويستحيون النساء، وكذلك
الحال في العراق وفلسطين ولبنان وسوريا والسودان والصومال وليبيا..
لماذا يستحيل ان يكون الدجال رجل؟
أولا: عدم ذكر رسول الله صلى
الله عليه وسلم اسم الدجال: كما نعلم أن كلمتَيّ "المسيح الدجال" ليست
اسما له إنما لقب، كما لقبه رسول الله صلى عليه وسلم أيضا بـــ (مسيح الضلالة)، ومثل ما وصف الفتنة التي تطلع من المشرق بـــ (قرن الشيطان)، أو (قرن الشمس) فهل قرن الشيطان
شخص بعينه؟
فكلاهما فتنة والمسيح الدجال أعظم
فتنة على الإطلاق، فهل من المعقول أن ننتظر من الرسول عليه الصلاة والسلام ان يحذرنا
من فتنة الماسونية أو الحضارة الغربية وهي مصطلحات حديثة لم تكن موجودة!، أم كان يخاطبنا
بألفاظ عصره بحيث يصلنا المعنى المجمل.
ثانيا: أفعال الدجال الخارقة
وتعارض الفهم الحرفي مع سنن الله في الأرض: فالآيات الربانية التي يعطيها
الله لأنبيائه لا تعطى للدجالين ولا تسخر للإضلال والإلحاد، فهل قدرات الدجال هي
حقيقية أم أنها قدرات مثيرة تشبه (المعجزات) وتفتن الناس وتدهشهم؟
ثالثا: الطابع غير المعتاد
لبعض ملامح الدجال على نحو يتجاوز الأحوال والأوضاع البشرية: مثل وصف العينين،
حيث وصفتا على نحو غير معهود وغير معتاد، إلى حد أنهما ستكونان أهم وسائل التمييز
بين الله وبين الدجال، أو بين الطريق إلى الله والطريق إلى الدجال " فإن ألبس عليكم فاعلموا أن الدجال أعور
وأن ربكم ليس بأعور " فهل في الأمر تشبيه أم
أنه على ظاهره؟
رابعا: ما هي الشبهات التي
يمكن أن تفتن المسلمين خلال عام وشهرين كما لم يفتنوا من قبل؟: الحضارة الغربية
أنتجت خلال ما يقرب من ثلاثة قرون سيلاً عارماً من الفلسفات المادية الإلحادية التي
شاع بعضها في العالم وأعاد تشكيل قناعات ورؤى الكثير من البشر على مدى قرون، فهل يمكن
لأي رجل أعور وحيد خلال أربعين يوماً أو عاماً وشهرين أن ينتج عشر معشار ما أنتجته
الحضارة الغربية من شبهات على مدى قرابة ثلاثة قرون وباستخدام إمكانات مجموعة من الأمم
والشعوب؟!
خامسا: وجود تناقضات في
أوصاف الدجال في الأحاديث: مثل هل الدجال أعور العين اليمنى أم اليسرى؟، واذا كانت
كلتاهما معيبة ألا يدل هذا على انه أعمى؟ فمثلاً وصفه: (أعور العين
اليمنى) يعارض وصفه: (أعور العين
اليسرى)، وقوله: (أعور العين
اليسرى) يعارض قوله: (ممسوح العين
اليسرى)، ووصفه للعين بعدة صفات مختلفة يدل
على وجود عينين اثنتين، وهذا يعارض قوله: (ممسوح العين) لأن المسح يعني عدم وجود العين أصلاً، أي أنه بعين واحدة فقط
وهل الدجال قصير أم عملاق؟، ما
تفسير طوفان الدجال حول الكعبة في المنام وهو محرم عليه دخولها؟، وحين ينزل المدينة
يكون لها حينئذ سبع أبواب اين هي اليوم؟ واذا كانت في المستقبل كيف ستبنى بدون سور
يحيط بالمدينة؟ هل سنعود للعصور البدائية؟، هل الدجال هو ابن صياد أم الرجل المقيد
في الجزيرة؟، كل الأحاديث صحيحة فما تفسير هذا التعارض الظاهري في احاديث الدجال؟
الجواب على كل هذه الاختلافات
تكون مقبولة ومنطقية في حالة الرؤيا المنامية، والابتعاد عن التمسك بالتفسير الحرفي
لنبوءات المستقبل الغيبية
سادسا: كيف يمكن لأهل الفهم اللغوي المباشر أن يفسروا
تبشير المسلمين بأنهم سيغزون رجلاً ويفتحونه!: بالتأكيد لن يكون أمامهم سوى اللجوء
إلى المجاز أو التأويل الذي يرفضونه
جاء في صحيح مسلم
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " تَغْزُونَ
جَزِيرَةَ الْعَرَبِ فَيَفْتَحُهَا اللَّهُ، ثُمَّ فَارِسَ فَيَفْتَحُهَا اللَّهُ، ثُمَّ تَغْزُونَ الرُّومَ فَيَفْتَحُهَا
اللَّهُ، ثُمَّ تَغْزُونَ الدَّجَّالَ فَيَفْتَحُهُ
اللَّهُ
"
لننظر إلى السياق الوصفي للخبر:
تغزون جزيرة العرب فيفتحها الله (الوضع الجاهلي
العربي) ثم تغزون
فارس فيفتحها الله (الإمبراطورية الفارسية) ثم تغزون الروم فيفتحها الله (الإمبراطورية
الرومانية) ثـم (...)
هل يعقل هنا سينتقل السياق من غزو وفتح المناطق والإمبراطوريات إلى غزو وفتح رجل
فلاحظوا انه لم يقل تغزون قبائل العرب ثم كسرى
ثم قيصر (اشخاص)، لكن قال
تفتحون جزيرة العرب و فارس و الروم (بلاد)، فكيف
يمكن غزو رجل وفتحه، والفتح يكون لبلد وأرض!، فإن قالوا يقصد بها البلدان التي يسيطر
عليها الدجال فهذا تأويل، فلماذا لجأوا إلى التأويل ولم يأخذوا بحرفية النص!
متى خرج علينا الدجال؟
بدأت التطورات المتلاحقة في العالم منذ فتح
القسطنطينية في القرن الخامس عشر، ثم توسعت الدولة العثمانية ناحية الغرب وسيطرتها
على بعض المدن الأوربية، الأمر الذي حفز الشعوب الأوربية إلى النهضة والتقدم
والعلم. "
يخرج من غضبة
يغضبها.." وقوله صلى الله عليه وسلم: " عمران بيت المقدس خراب يثرب، وخراب
يثرب خروج الملحمة، وخروج الملحمة فتح القسطنطينية، وفتح
القسطنطينية خروج الدجال "
رواه أحمد وفي اسناده ضعف
والمقصود بعمران بيت المقدس، هو العمران الذي تم في عهد الدولة
الأموية حيث اهتموا بالشام أكثر من اهتمامهم بالمدينة، فقد تم عمران بيت المقدس وحيث
اتخذ الأمويون دمشق مركزا لخلافتهم، وهذا أدى إلى هجران المدينة وعدم إعطاءها
الاهتمام الكافي كعاصمة لدولة الخلافة، وبعد ذلك توسعت رقعة الدولة الإسلامية حتى
وصلت إلى فتح القسطنطينية عقب الحروب الصليبية، وسقوط
القسطنطينية أدى إلى تحفيز همة الشعوب الأوربية ليستيقظوا من غفوتهم، ويستردوا
أرضهم، ويحيوا تراثهم.
يقول أحد أعلام الجغرافيا في كتابه: (العالم الإسلامي المعاصر)
" لقد أصبحت الخلافة
الإسلامية في عهد الدولة العثمانية مجرد صورة شكلية أفرغت من محتواها الأصيل كوعاء
للوحدة الإسلامية، وهنا يتعرض العلم الإسلامي برمته للخطر الخارجي في أعتى صوره،
بشكل لم يسبق له مثيل، فلقد عادت أوربا في العصور الحديثة مزودة بحضارة وقوة
جديدة لتطوق العالم الإسلامي من خلف ومن قدام، من البحر ومن البر، وذلك مع بداية
عصر الاستعمار الحديث وبوجه خاص بعد الانقلاب الصناعي. وبعكس الحروب الصليبية، لم يعد هذا تلاقي الأكفاء أو الأنداد،
وإنما كان الإسلام متخلفا متكلسا في حضيضه الحضاري والسياسي، وبدأ العالم الإسلامي
يتهاوى ركنا بعد ركن ويتداعى حصنا بعد حصن بصورة كاسفة حزينة. وقد بدأ الغزو الاستعماري
من الباب الخلفي للإسلام، لأنه كان الأشد عجزا وضعفا؛ فسقطت جزر الهند الشرقية
(إندونيسيا) في القرن السابع عشر، وضاعت الهند ما بين القرنين السابع عشر والثامن
عشر، وكذلك الملايو، ومع القرن التاسع عشر جاء دور الباب الأمامي للإسلام في
العالم لعربي، فسقطت الجزائر وتونس ومصر والسودان. وفي نفس الوقت كانت روسيا
القيصرية تتوغل في القوقاز وتخوم إيران. ومن الجنوب كانت دول أوربا الغربية تكتسح
الإسلام الأفريقي، ومع دورة القرن وحتى الحرب العالمية الأولى جاء دور المشرق
العربي؛ فضاعت ليبيا ومراكش والشام والعراق، وما لم يقع للاستعمار من العالم
الإسلامي خضع لضغوطه ونفوذه. بينما تقلص الإسلام في البلقان حتى كاد ينحسر عنه
تماما. ومن كشف الخسائر هذا يتضح أن العالم الإسلامي قد
تهاوي جميعا تحت قبضة الاستعمار فيما عدا قلب الجزيرة العربية.."
وهذا مصداق قول النبي صلى الله عليه وسلم: "
لَيْسَ مِنْ بَلَدٍ إِلَّا سَيَطَؤُهُ الدَّجَّالُ، إِلَّا مَكَّةَ
وَالْمَدِينَةَ، لَيْسَ لَهُ مِنْ نِقَابِهَا نَقْبٌ إِلَّا عَلَيْهِ الْمَلَائِكَةُ
صَافِّينَ يَحْرُسُونَهَا، ثُمَّ تَرْجُفُ الْمَدِينَةُ بِأَهْلِهَا ثَلَاثَ
رَجَفَاتٍ فَيُخْرِجُ اللَّهُ كُلَّ كَافِرٍ وَمُنَافِقٍ "
وفي رواية: " لَا يَدْخُلُ الْمَدِينَةَ رُعْبُ الْمَسِيحِ
الدَّجَّالِ، وَلَهَا يَوْمَئِذٍ سَبْعَةُ أَبْوَابٍ، عَلَى كُلِّ بَابٍ مَلَكَانِ
".
وعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ
اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " عَلَى أَنْقَابِ الْمَدِينَةِ مَلَائِكَةٌ، لَا
يَدْخُلُهَا الطَّاعُونُ وَلَا الدَّجَّالُ ".
فلقد كان يشكل الاستعمار البريطاني بقوة جيشها وهيمنتها آنذاك رعبا
للعالم الإسلامي، فلم تترك شبرا من أراضي المسلمين إلا هبطته، عدا الحرمين وما
حولها، والرعب هو الخوف والفزع، والمراد بالرجفة: الأرفاق وهو إشاعة مجيئه وأنه لا طاقة لأحد
به، فيسارع إليه من كان يتصف بالنفاق أو الفسق، فتنفي المدينة خبثها.
خلاصة ما حدث بعد خروج الدجال:
- سقوط الأندلس
- بدأ عصر الاستكشاف واكتشاف الأمريكيتين
- القضاء على الحكم الكنسي
- اصبحت الإمبراطورية البريطانية القوة
العظمى في العالم وأكبر قوة استعمارية في التاريخ.
- الثورة الصناعية
- الحرب العالمية الأولى
- سقوط القدس بيد الانتداب البريطاني
- استعمار العالم الإسلامي
- الغاء منصب الخلافة
- بناء المحافل الماسونية في جميع ارجاء اوروبا
وأمريكا وروسيا وأستراليا
- احتلال فلسطين وإعلان دولة إسرائيل
علامات وأحداث تثبت ان الدجال قد خرج:
أولا- قبل خروج الدّجال يكون الناس في جهل وبُعد
عن الدين: فقد أخرج الإمام أحمد وابن خزيمة عن جابر بن عبد الله رضي الله عنه،
قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلم: " يخرجُ الدّجال في خفة من الدين، وإدبار من العلم "
وأخرج الحاكم عن أبي الفضل الليثي قال: ”
كنت بالكوفة، فقيل: خرج الدّجال، فأتينا حذيفة بن أسيد رضي الله عنه فقلت: هذا الدّجال
قد خرج، فقال حذيفة: إن الدّجال لو خرج في زمانكم لرمته الصبيان بالخزفِ، ولكنه يخرج
في نقص من الناس، وخفة من الذيّن، وسوء ذات بين، فيّردُ كل منهل، وتُطوى له الأرض طيّ
فروة الكبش."
وهذا ما حصل فعلا فقد انتشر في الناس الغفلة والجهل
مع ما هم فيه من جوعٍ وقحط آنذاك، مما ساعد على انتشار دعوة الدّجال (الاستعمار)، خصوصاً
أن معه جنةً ونار، وتسخّر له الأرض والسماء وغيرها من الأمور العظام، التي جعلت الحليم
حيران.
ثانيا- يكون الناس في غفلة ًعن ذكره: فقد
أخرج عبد الله بن الإمام أحمد عن الصعب بن جثامة رضي الله عنه: قال سمعتُ رسول الله
صلّى الله عليه وسلم يقول: " لا يخرج الدّجال
حتى يُذهل الناس عن ذكره، وحتى تترك الأئمة ذكره على المنابر."
ثالثا- يخرج في زمن اختلاف من الناس وفرقة:
روى ابن حبان في صحيحه عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : حدثنا رسول الله أبو القاسم
الصادق المصدوق: " إن الأعور الدجال
مسيح الضلالة يخرج من قبل المشرق في زمان اختلاف من الناس وفرقة ، فيبلغ ما شاء الله
من الأرض في أربعين يوما الله أعلم ما مقدارها الله أعلم ما مقدارها - مرتين - وينزل
الله عيسى ابن مريم "
خرج فعلا في زمان اختلاف وفرقة، عقب الحرب العالمية
الأولى وثورة العرب ضد العثمانيين، توسعت حملات الاستعمار في العالم الإسلامي، وتم
تقسيم تركة الدولة العثمانية بينهم، ودخل الاحتلال البريطاني بيت المقدس، وتوالت هجرة
اليهود الى فلسطين، حتى اعلنوا لنفسهم دولة مستقلة
رابعا- فرار الناس من الدجال في الجبال: حَدَّثَنِي أَبُو
الزُّبَيْرِ، أَنَّهُ سَمِعَ جَابِرَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ يَقُولُ: أَخْبَرَتْنِي أُمُّ
شَرِيكٍ ، أَنَّهَا سَمِعَتِ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ:
" لَيَفِرَّنَّ
النَّاسُ مِنَ الدَّجَّالِ فِي الْجِبَالِ ". قَالَتْ أُمُّ شَرِيكٍ: يَا رَسُولَ
اللَّهِ، فَأَيْنَ الْعَرَبُ يَوْمَئِذٍ ؟ قَالَ: " هُمْ قَلِيلٌ ".
أي: لم يبق من الذين عصموا من فتنته إلا القليل.
وأما من افتتن به فتبعه، أو صار من دعاتهم، أو خدرت أعصابه عن المقاومة أو استسلم لهم،
فهم كثير
خامسا- قبل خروجه تكثر الفتن وهي فتنة الأحلاسِ،
والسّراء والدهيماء، وينقسم الناس إلى أهلُ إيمانٍ وأهل نفاق: قد أخرج أو
أبو داود والإمام أحمد والحاكم بسندٍ صحيح عن عبد الله بن عمر رضي الله عنه قال: ” كُنا قعودًا عندَ رسولِ اللهِ فذكرَ الفتنَ فأكثرَ في ذكرِها،
حتى ذكرَ فتنةَ الأحلاسِ. فقال قائلٌ: يا رسولَ اللهِ وما فتنةُ الأحلاسِ؟ قال: هيَ
هربٌ وحربٌ ، ثمَّ فتنةُ السراءِ دخنُها مِن تحتِ قدمَي رجلٍ مِن أهلِ بيتي، يزعمُ
أنهُ مِني وليسَ مِني، وإنَّما أوليائِي المتقونَ، ثمَّ يصطلحُ الناسُ على رجلٍ كوركٍ
على ضلع، ثمَّ فتنةُ الدهيماءِ لا تدعُ أحدًا مِنْ هذهِ الأمةِ إلا لطمتْهُ لطمة، فإذا
قيل: انقضَت تمادَت، يصبحُ الرجلُ فيها مؤمناً ويُسمي كافراً، حتى يصيرَ الناسُ إلى
فسطاطينِ، فسطاطِ إيمانٍ لا نفاق فيهِ، وفسطاطِ نفاقٍ لا إيمانَ فيه، فإذا كان ذاكُم
فانتظروا
الدجالَ مِن يومِهِ أو مِن غده ”. السلسلة
الصحيحة.
وهذا ما سأكتب عنه بحث مفصل مستقل بإذن الله اثبت
فيه انها وقعت جميعا بالأدلة ان شاء الله
كيف ستكون نهاية المسيح الدجال؟:
روى الإمام أحمد والترمذي عن مجمع بن
جارية الأنصاري رضي الله عنه يقول : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: " يَقْتُلُ ابْنُ مَرْيَمَ
الدَّجَّالَ بِبَابِ لُدٍّ "
روى مسلم عن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما قال
: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " يَخْرُجُ الدَّجَّالُ فِي أُمَّتِي فَيَمْكُثُ أَرْبَعِينَ
.. " فذكر
الحديث ، وفيه: " فَيَبْعَثُ اللَّهُ
عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ كَأَنَّهُ عُرْوَةُ بْنُ مَسْعُودٍ فَيَطْلُبُهُ فَيُهْلِكُهُ
"
وروى مسلم عن النواس بن سمعان رضي الله عنه حديثاً
طويلاً عن الدجال ، فيه قوله صلى الله عليه وسلم : " فَلا يَحِلُّ لِكَافِرٍ يَجِدُ رِيحَ نَفَسِهِ إِلا مَاتَ
وَنَفَسُهُ يَنْتَهِي حَيْثُ يَنْتَهِي طَرْفُهُ فَيَطْلُبُهُ حَتَّى يُدْرِكَهُ بِبَابِ
لُدٍّ فَيَقْتُلُهُ "
نتوقف عن تأويل أحاديث نزول
عيسى عليه السلام والقضاء على المسيح الدجال في فلسطين باعتبار أن أحداثها لم تقع بعد،
وبالتالي فإنه لا يمكن تحديد طبيعة التشبيه والتقريب ودرجتهما مالم تتحقق تلك الأحداث
على أرض الواقع، يهمنا فقط أن نشير إلى ما ورد في بعض الأحاديث
من أن عيسى عليه السلام سوف يقتل الدجال بباب لد في فلسطين، فنحن نرجح أن ذلك يعد
من قبيل التصوير التشبيهي لما ستؤدي إليه عـودة عيسى عليه السلام انهيار الحضارة
الغربية في آخر معقل من معاقلها، وحين تتحقق هذه المعطيات على أرض الواقع سنكتشف
أن تأويلها سهل وأنه أقل صعوبة من تأويل عيني المسيح الدجال.
الخلاصة
حق لي ان اقسم بالله ان
المسيح الدجال الذي حذرنا منه الرسول صلى الله عليه وسلم قد خرج
المسيح الدجال = (الحضارة
الغربية + البناؤون الأحرار)
تبقى القليل من الأحاديث لم يتم ذكرها هنا وسأكتب
عنها ان شاء الله في مواضيع مستقلة
هذا والله أعلم وأحكم

اللهم ثبتنا على الدين واكفنا الفتن ضاهرها وباطنها يارب العالمين
ردحذف